الجمعة، 29 مايو 2015

نشر قصائد للشاعر التشيلي قد تبرأ منها في حياته: اعتداء صارخ على إرادة بابلو نيرودا






نشر قصائد للشاعر التشيلي قد تبرأ منها في حياته:
اعتداء صارخ على إرادة بابلو نيرودا





هل يحق لورثة شاعر أو فنان أو كاتب أو فيلسوف... أن ينشروا كتاباً بعد رحيله، خصوصاً إذا كان المؤلف نفسه لم ينشره عمداً ضمن أعماله، لاعتقاده أنه «دون المستوى» أو أنه من بداياته الخجولة أو الواعدة، والتي لم يكن قد استكمل عدّته الكتابية؟ إنه سؤال مهم، يعود إلى مئات السنين، دون حل من دون احترام لإرادة الكاتب.

وهذا ما حصل مع كثيرين؛ خصوصاً عندما تصبح دور النشر متلهفة لأي جديد بعد رحيل الكاتب، لا سيما إذا كان كبيراً، ويتمتع بشهرة واسعة، أو برواج في بيع كتبه. وهذا ما حصل عندما كانت تنشر أحياناً قصائد، أو شذرات آراء، أو روايات غير مكتملة، أو قصاصات خلفها الكاتب وراءه، من دون أن تدرك المطابع.

هذا حصل مع رواية ألبير كامو «الرجل الأخير» غير المنجزة، عندما نشرت بموافقة الورثة (علماً أن كامو الذي قتل بحادثة سير لم يتسن له أن يمنع نشرها).

وهذا ما حصل مع بعض ما نشر من أبيات او قصائد لبول ايلويار. وقبل أشهر، صدر ديوان شعر حب لبول فاليري بعد سنوات من رحيله، كتبه لامرأة «سرية»، واحتفظ بالقصائد في دُرجه. وبعد سنوات من المباحثات، وإقناع أقرباء الشاعر الراحل، لا سيما ابنته، بالسماح بنشر هذا الكتاب... صدر وكان مجموعة من القصائد والرسائل الرائعة!

إنها نصوص «حميمة» لعلاقة حميمة، ازدادت ذيوعاً بعد نشرها. السؤال: ما كان يمكن أن يقول فاليري، بعد توزيع أسراره الشعرية وخصوصياته، وهو الذي كان معروفاً كمفكر بجدية، وهيبة، وبهالته الأكاديمية؟

وماذا نقول عندما أقدمت شقيقة الفيلسوف الألماني الكبير نيتشه، على تشويه أحد كتبه بعد موته، وتغيير مضامينه، لتتلاءم فلسفته مع النازية، وليستخدمها هتلر في دعاياته السياسية، ويشوه بذلك موقف نيتشه من العالم؟

وماذا نقول عن رواية الكبير نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» التي اعتبرها بعض المتطرفين الإسلاميين أنها «مس بالذات الإلهية»، وكفّر محفوظ على أساسها وأهدر دمه، خصوصاً وأن الرواية لم تصدر طبعتها الأولى في مصر بل في بيروت؛ ليعاد نشرها في إحدى المجلات المصرية بعد رحيل الكاتب.


0 التعليقات:

إرسال تعليق